استطلاع "آراء": الكل يعرف عن خطورة السمنة على الصحّة، وقلّةٌ تتلافاها

الغالبية العظمى في الكويت مقتنعة كليًا بخطورة السمنة على الصحّة

في استطلاع للرأي قامت به شركة آراء للبحوث والاستشارات في نوفمبر 2024 في الكويت على عينة مؤلفة من 500 مواطن ومقيم عربي تزيد أعمارهم عن 18 سنة حول السمنة والوزن الزائد في الكويت، تبيّن أن الغالبية العظمى من العينة (91%) "توافق تمامًا" على أن السمنة والوزن الزائد يؤديان إلى مشاكل صحية. لكن الواضح أن هذا الإدراك لم يؤثر بعد بكثيرين في الكويت ويحفّزهم على اعتماد نظام غذائي صحّي وتغيير نمط حياتهم اليومية، كون معدلات السمنة المرتفعة في الكويت ما تزال مستمرة.

المصدر: شركة آراء للبحوث والإستشارات

السمنة عالميًا على ارتفاع، وترهق كاهل الحكومات

يعدّ مرض السمنة واحدًا من أكبر تحديات الصحة العامة التي تواجه العالم اليوم. وكشف تقرير الاتحاد العالمي للسمنة الذي أصدره لعام 2023 عن أن أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2035، محذراً من أن معدلات المرض تتجه إلى الارتفاع بسرعة. كذلك، بحلول عام 2035، من المتوقع أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان العالم. وتشمل تلك التوقعات حدوث ارتفاع مذهل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، وحدوث أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 تريليونات دولار أمريكي، بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.

المصدر: شركة آراء للبحوث والإستشارات

ووفقَا لـ"أطلس للسمنة" الصادر عن المرصد العالمي للسمنة لعام 2024، تظهر الكويت ضمن أوائل الدول من أصل 200 دولة يعاني سكانها من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (السمنة والوزن الزائد)، إذ يحتل الرجال البالغون المركز الخامس مع مؤشر 77%، والنساء البالغات يحتللن المركز الثالث مع مؤشر 79%. كما تسجل الكويت أعلى معدل للسمنة في العالم العربي، إذ يعاني 77% من السكان زيادة الوزن، في حين تصل نسبة البدانة إلى 40% من السكان. أما السمنة لدى الأطفال ما بين 5 – 19 سنة، فتتراوح نسبتها بين 23% و 27%، وهذه نسب مرتفعة تنذر بخطورة الأوضاع الصحية في المستقبل.

أسباب السمنة ليست خافية على أحد

سببان رئيسيان للسمنة والوزن الزائد ذكرتهما العينة، مع تفرّع كل منهما إلى أسباب تفصيلية أخرى: نوعية الطعام وكمّيته أولا، ونمط الحياة وقلّة الحركة ثانيا.

في المجموعة الأولى تم ذكر الأسباب المتصلة بالأكل مثل: "الطعام غير الصحّي" (61%)، ثم "الشراهة والإفراط بالأكل" (18%)، و"انتشار المطاعم ومطاعم الوجبات السريعة" (7%). نشير في هذا السياق إلى أن الكويت زاهرة بكمية المطاعم المتنوعة، ما يغري الناس إلى الخروج لاكتشاف وتذوق الأطباق الشهية أو الجديدة. من جانب آخر، قد يلجأ العديد من الناس إلى تناول الأطعمة الجاهزة بسبب دوام العمل أو ضيق الوقت والتي لا تكون صحية بالضرورة، خصوصًا وجبات المطاعم السريعة التي تتميز بالإشباع والسهولة والأسعار المناسبة للمستهلكين.

في المجموعة الثانية تم ذكر الأسباب المتصلة بالحركة مثل: "قلّة الحركة" (32%)، يليها "عدم ممارسة الرياضة" (25%)، "الخمول والكسل" (16%)، وآخرًا "الرفاهية" (3%) و"عدم الانتظام بالأكل والأكل ثم النوم" (3%).

إلى جانب هاتين المجموعتين، أرجعت نسبة 3% من العينة سبب السمنة إلى "الوراثة أو المرض"، ونسبة مماثلة إلى "العوامل النفسية" التي تدفع الإنسان إلى اللجوء للأكل للتعويض عن نقص أو لتخفيف القلق.

المصدر: شركة آراء للبحوث والإستشارات

حملات التوعية حول خطورة السمنة في الكويت غير كافية

يعطي الخبراء أهمية كبرى لحملات التوعية الحكومية حول خطورة السمنة والوزن الزائد باعتبار أنها أولى الخطوات لمعالجة السمنة، على أن يتبعها التزام السكان بتغيير نظامهم الغذائي والابتعاد عن السكريات، وممارسة الرياضة بانتظام.

في الكويت، اعتُبرت حملات التوعية التي تقوم بها الحكومة حول مضار السمنة والوزن الزائد "غير كافية" بنظر 50% من العينة، أي نصفها، (60% من الكويتين – 40% من المقيمين العرب)، في حين وجد النصف الآخر أن حملات "كافية" (23%) أو "كافية نوعًا ما" (23%).

المصدر: شركة آراء للبحوث والإستشارات

التشجيع على الرياضة، أولى الحلول للحد من مشكلة السمنة والوزن الزائد

اقترحت شركة آراء على العينة ستة اقتراحات من شأنها المساهمة في الحد من مشكلة السمنة كي يختاروا منها اثنين. حلَ في صدارة القائمة اقتراح "تخفيض أسعار الاشتراك بالأندية الرياضية" (60%)، يليه "الالتزام الكلّي بتقديم الوجبات الصحية حصرًا في المدارس والجامعات" (49%).

بعدهما، حلّ "إدخال ساعة رياضة إلزامية على دوام الموظفين" (29%) ثالثًا، ثم "تقديم حوافز مادية للأفراد على خسارة الوزن" (28%) رابعًا.

في آخر القائمة، أتت "زيادة الضرائب وأسعار المنتجات التي تحتوي على السكّر " (18%)، و"زيادة الأسعار في مطاعم الوجبات السريعة" (16%).

الملاحظ أن لا فروقات كبيرة بين الكويتيين والمقيمين العرب بخصوص الحلول المقترحة للحد من مشكلة السمنة باستثناء اقتراح "الالتزام الكلّي بتقديم الوجبات الصحية حصرًا في المدارس والجامعات" (56% من الكويتين – 42% من المقيمين العرب)، والاقتراح الفكاهي بـ "تقديم حوافز مادية للأفراد على خسارة الوزن" (24% من الكويتين – 31% من المقيمين العرب).

المصدر: شركة آراء للبحوث والإستشارات

4 مارس اليوم العالمي لمكافحة السمنة

تعتبر السمنة من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة السكان في حالة انتشارها بمعدلات مرتفعة، ويمكن أن تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة وبعض أنواع السرطان. كما يكمن للسمنة أن تؤثر على الصحة النفسية، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الاكتئاب والشعور بعدم احترام الذات.

لتسليط الضوء على مرض السمنة، ودفع الجهود العالمية للوقاية منه وعلاجه، وتعزيز الحلول العملية للحد من هذه الأزمة العالمية، تم تحديد الرابع من شهر مارس يومًا عالميًا لمكافحة السمنة منذ عام 2020، وقد كان يحتفى به سابقًا في 11 أوكتوبر.

 
Previous
Previous

من سوريا إلى اليمن… كيف تستغل الأطراف المتصارعة الأطفال وقوداً لحروبها؟

Next
Next

ضحايا الهجرة عبر المتوسط بالآلاف... هذه هي مسارات الموت للباحثين عن النجاة