هل "العودة إلى المدرسة" فترة يخشاها الأهل أم ينتظرونها؟
"العودة إلى المدرسة" محطة سنوية يعيشها التلامذة وأهاليهم في أواخر كل الصيف، وتحمل معها تبدّلا في أسلوب عيش الأسرة وزيادة في مصاريفها.
في استطلاع للرأي قامت به شركة آراء للبحوث والاستشارات في الكويت في سبتمبر 2024 حول فترة "العودة إلى المدرسة" (Back to School) على عينة مؤلفة من 500 مواطن ومقيم عربي تزيد أعمارهم عن 18 سنة، تبيّن أن 37% من العينة هم أهالي لتلامذة سيذهبون إلى مدارس في الكويت هذه السنة، ومعهم كانت النتائج التالية.
بالنسبة للكويتيين الذين لديهم أطفال في المدارس، ذكر 60% منهم أن أطفالهم يذهبون إلى مدارس حكومية، و17% يذهب أطفالهم إلى مدارس أجنبية خاصة، و10% إلى مدارس عربية خاصة و13% إلى مدارس حكومية وخاصة معًا.
أما بالنسبة للمقيمين العرب الذين التحق أطفالهم بمدارس في الكويت، ذكرت نسبة 12% منهم أن أطفالهم يذهبون إلى مدارس عربية خاصة، و10% إلى مدارس أجنبية خاصة، كما أن نسبة 3% يذهب أطفالهم إلى مدارس حكومية.
66% من الأهل يجدون التكاليف المدرسية مرتفعة جدًا أو بعض الشيء
التكاليف المدرسية التي يتكبّدها الأهل في مطلع العام الدراسي من أقساط ونقل وكتب وزي مدرسي وقرطاسية وغيرها، اعتُبرت "مقبولة" بالنسبة لـ 34% من أهالي التلامذة الذين ضمّتهم العينة، أي الثلث تقريبًا، في حين اعتبر 36% من الأهالي أن التكاليف "مرتفعة بعض الشيء"، و30% اعتبروا أن التكاليف المدرسية "مرتفعة جدًا".
النسبة الأعلى من الأهل الذين يجدون التكاليف المدرسية التي تُدفع بأول العام "مقبولة" هم بطبيعة الحال الأهالي الذين يذهب أطفالهم إلى المدارس الحكومية (41% منهم)، تلتها أهالي التلامذة الملتحقين بمدارس عربية خاصة (35% منهم)، ثم أهالي التلامذة الملتحقين بمدارس أجنبية خاصة (29% منهم)، أما الأهالي الذين توزّع أبناءهم بين المدارس الحكومية والخاصة كانوا أقل من وجد التكاليف المدرسية مقبولة (17%) وأكثر من ذكر أن التكاليف "مرتفعة جدًا".
للإشارة هنا، ووفقًا لبيانات وزارة التربية في الكويت، يصل عدد المدارس حاليًا في الكويت إلى 1,266 مدرسة وعدد الطلاب إلى 530,154 تلميذ. تتنوع المدارس بين حكومية وعددها 970 مدرسة، عربية خاصة وعددها 153 مدرسة، أجنبية خاصة وعددها 118 مدرسة، ومدارس لذوي الاحتياجات الخاصة وعددها 25 مدرسة.
الأقساط المدرسية وأسعار القرطاسية في أعلى قائمة التكاليف المدرسية الواجب تخفيضها
عند سؤال الأهل الذين اعتبروا أن التكاليف المدرسية "مرتفعة بعض الشيء" أو "مرتفعة جدًا" عن النفقات التي من الواجب أو الممكن تخفيضها، حلّت الأقساط المدرسية بالمرتبة الأولى بالنسبة لـ 60% منهم، تلتها القرطاسية (40%) والزي المدرسي (39%)، ثم الكتب (24%) والنقل (21%) والأنشطة الصفية (20%).
الفروقات في النظرة إلى النفقات المدرسية الواجب/الممكن تخفيضها بين الأهالي الكويتيين والمقيمين العرب لافتة للانتباه. ففي حين شكّلت الأقساط المدرسية أولى النفقات الواجب تخفيضها لدى المقيمين العرب (73% منهم)، أتت أسعار القرطاسية في المرتبة الأولى لدى الكويتيين (54% منهم) كي تليها بفارق بسيط الأقساط المدرسية (52% منهم).
العودة إلى الحياة المنظّمة
ختامًا، يبدو أن "العودة إلى المدرسة" تعني أولًا وبشكل رئيسي "العودة إلى الحياة المنظّمة"، إذ هكذا وُصفت هذه الفترة من السنة من قبل 60% من الأهل، لا سيما من قبل الأمهات (65% منهن) اللواتي بَدَوْنَ أكثر توقًا من الآباء (57%) إلى الانتهاء من فوضى العطلة الصيفية.
أيضًا، وفي وصف فترة "العودة إلى المدرسة"، أربع عبارات مختلفة أتت نسبها متقاربة:
"المصاريف والأعباء المالية" (24%) والتي تشكّل تحدّيًا لبعض العائلات ولجمًا لمصاريفهم الأخرى في هذه الفترة.
"صعوبة الاستيقاظ باكرًا" (23%) والتي يعاني منها الآباء (24% منهم) أكثر قليلا من الأمهات (21% منهن).
"المشتريات غير الضرورية" (21%) والتي قد تكون بناء على رغبة الأطفال بكل جديد أو حسب ما تفرضه بعض المدارس من مشتريات بهدف الربح.
"حماسة الأطفال بالعودة إلى المدرسة" (21%)، واللافت للانتباه أن الآباء هم من ذكروا هذه الصفة (23% منهم) بنسبة أعلى بكثير من الأمهات (18%).