هل تعلم؟... 67% من الأطفال السوريين في لبنان خارج عملية التعليم
إلا أنه في العام الدراسي 2022/ 2023، تراجعت مساهمة اليونيسيف بنسبة تصل إلى 76.6%، حيث باتت تدفع 140 دولاراً عن كل تلميذ سوري في التعليم الرسمي قبل الظهر وبعده، إلى جانب دفع مبلغ وقدره 18 دولاراً عن كل تلميذ لبناني في التعليم الرسمي، بعد أن كان 160 دولاراً، أي بتراجع يصل إلى 89%.
وللطلاب اللبنانيين حصتهم
أرقام تشي بضعف خطة الاستجابة
في مرحلة الحضانة (3-5 سنوات)، تُظهر نسب الالتحاق بالتعليم انخفاضاً ملحوظاً في السنوات الثلاث الأخيرة؛ 16% في 2020، 11% في 2021، وصولاً إلى 7% في 2022. وقد يكون الاعتقاد بأنه من الأفضل بقاء الطفل مع أهله في هذا العمر، هو أحد الأسباب، أو الخوف من جائحة كورونا... لكن في المحصّلة، النتيجة واحدة.
في مرحلة التعليم الأساسي (6-14 سنةً)، سُجّلت نسبة الالتحاق الأعلى في عام 2019 (69%)، والأدنى في 2021 (52%)، ربما بسبب الخوف من جائحة كورونا، ثم ارتفعت في 2022 إلى 61%. لكن في المقابل، هناك نسبة 39% من هذه الشريحة العمرية خارج عملية التعليم، والبعض منهم لم يلتحق نهائياً بالتعليم، وغالبيتهم ملتحقون بسوق العمل خلافاً لقانون العمل في لبنان.
في مرحلة التعليم الثانوي (15-17 سنةً)، يظهر تحسّن طفيف في نسبة الالتحاق في 2022 (28%)، مقارنةً مع 2021 (27%)، وتحسّن مقبول مقارنةً بنسبة الالتحاق في سنة 2019 (22%).
ومن الضروري الإشارة إلى أن الأطفال السوريين في لبنان، لا يعانون فقط من ضغط الأزمة الاقتصادية وتداعيات جائحة كورونا، بل يعانون أيضاً من السياسات غير العادلة للدول المانحة ومنظمة اليونسيف التي تقود قطاع التعليم، والتي تتجلى في تراجعها الكبير في التزاماتها المالية بدعم عملية التعليم للتلامذة السوريين واللبنانيين على حدّ سواء، والتي سيكون لها أثر كبير على مستقبل العام الدراسي 2023-2024.
تحدّيات التلامذة السوريين كثيرة
لكن، ما تجدر الإشارة إليها هنا، هي التحدّيات المضاعفة التي واجهها التلامذة السوريون خلال فترة التعلّم عن بعد، والمتعلّقة تحديداً بالجانب التقني المرتبط بتوفر الكهرباء والأجهزة والإنترنت، وتأثيرها السلبي والكبير على معارفهم المحقّقة في تلك الفترة.
وإذا كانت عملية التركيز والمتابعة تتطلب التواصل المستمر مع المدرّس، فإن ضعف الإنترنت كان عاملاً سلبياً آخر أثّر على عملية التعلّم، حيث أن نسبة 51% من التلامذة السوريين كانت تتابع دروسها عبر إنترنت ضعيف و22% لم يتوافر لديها الإنترنت للمتابعة.
في المحصلة، أن يكون 67% من أطفال النازحين السوريين خارج عملية التعليم أمر يبعث على القلق، على الحزن، وعلى النقمة. فأي مستقبل ينتظرهم إن كان الحاضر بهذه القسوة؟